ان من صدمني مؤخرا،لم يخطر بباله قط، مقدار ما قدمه لي من انعاش..لم يخطر له أنه بدد بحجره الملقي في وجهي،ملل الحياة، والشعور المقزز بأنها معادة ومعتادة
كان قد قتلني شعوري بتكرارية الحياة، بكونها دعابة قديمة، نسخها احدهم علي رأسي، وترك مشغلها يدور بلا انقطاع..
وأنا أصرخ..لقد انتهت مرارا..وبدأت مرارا..لقد حفظتها، لقد وعيتها، لقد..مللتها
وأصرخ حتي أمل الصرخة، وأعتاد الدعابة..وأحيا بها في ذهني لصيقة، واتركها تعيد نفسها بحذافيرها..كدقات قلبي التي لا حيلة لي فيها..كأنفاسي التي تدخل وتخرج بلا ابتكار..تنطفيء لمعة عيني، وينتهي الأمل في اتساعهما يوما..كل ماسيقال قد قيل قبلا، وكل ما سيحدث قد حدث مرارا، كل موقف تدري آخره..وكل نكتة تتوقع نهايتها..لا شيء أسوأ من الملل الا اعتياد الملل..وأنا اعتدته حتي صار الوجود
الي أن صدمني أحبتي، ومع مرارة الصدمة..انتعش ذلك القلب، واتسعت العينان اخيرا..هذا..مالم..أتوقعه
هذا..فوق..احتمالي..هذا جديد تماما..
هذا الالم، بهذه الكيفية يؤكد أنني علي قيد الحياة لم أزل..يؤكد أنني لم أمت بعد..مازلت علي الحزن الممتع قادرة، ومازال القلب قادرا علي ان يحيا مشاعر غير معتادة..مازالت عيناي قادرتين علي رؤية ألوان غير مألوفة..مازال البكاء ممكنا..ومازال بالحياة، مالم أخبره
تحية مريرة اذن، لكل من صدمني