الخميس، ٢١ يونيو ٢٠٠٧

لماذا أسافر عنك بعيدا!!


ذاك التساؤل الذي يطرحه الشاعر نزار شهاب الدين في قصيدته الرئيسة بديوانه الأول..والذي يصعب تحديد اجابة حقيقية ووافية عنه
لماذا نسافر، نتغرب مكانيا او داخل ذواتنا!!
وهل نختار الرحيل، ام نجبر عليه..لماذا
لا تتوقعوا اجابة مني، انا التي تكره كل علامات الاستفهام، وتشدد الكراهة علي "لماذا"..لماذا أي شيء يا نزار
يقول لها
الشاعر
:
"ألم تسمعي عن هروب المخافة!!
ألم تشعري في عناق الوداع دبيب ارتجافة!"
******
الداء معروف ايتها الحبيبة الوطن..
كلنا مرضي به،ونحن لا نرحل الا حين يرحلوننا قسرا
يسوقوننا الي الضياع، لننفق في غربتنا سنواتنا و احلامنا وبقايا صورة باهتة لحضنك
لماذا..
وماذا بقي لنبقي

"الم تسألي أحدا عن شعيراته البيض تلك، متي ولدت!
عن أحيلامه الخضر تلك..متي وئدت!
عن قصائده السود تلك..متي كتبت
ومتي حرقت!!
عن عيون حبيبته الذهبية
كيف ذوت!
ألم تسألي لم ألغوا زفافه!"
******
لم يعد المكان لك، فارحل
هكذا يصل المعني ويترسخ..فيختار الواحد منا الرحيل..بعيدا عنها
ليكتشف مأساته في النهاية
انه ينسلخ عن أسباب وجوده
ينسلخ عن الماضي ويتبرأ من الحاضر..ويفقد كل حلم آت..
يهرب!!
يرحل
يُرّحّل
يُهّجّر
المعاني واحدة..في كلها، ستنكسر لمعة عينيه في بلاد غريبة،وتذوي ابتسامة وجده، في مكان ليس له..تتخبط احلامه،مغتربة ثم تتهاوي، دون أن يدرك ما تحقق منها وما مات..سينحني ظهر حزنه، يعتاد التحدب، وتعرج ذاكرته،فيعتاد العرج..

"علي شاطيء الغربة السرمدي
أسائل نفس
"متي سوف ننسي!!
وأرمي حصاة الي الماء..ان غرقت سوف أنسي
وتغرق
أذكر لهوي علي عشبك المستظل
بأروع شمسِ
وأرمي حصاة
فتغرق..أذكر أيام درسي
مدرج كليتي
دفتري وطلاسم شرح كأروع طمسِ
رفاق جنوني وضحكا سرقنا براءته من طفولة أمسِ
حصاة،وتغرق
همسات حبي العذاري
متاهات شكي ويأسي
حصاة..وتغرق
لحظة قالت:أحبك في نصف همس
حصاة..وتغرق..
لحظة حددت ميعاد عرسي
حصاة..
وتطفو..
وأذكر أول ليلةِ حبسِ"
******
يا كل هذه العذابات المجتمعة في ركن قصيّ من الذاكرة..في ركن رمادي الملامح لاذع الطعم!
يا كومة الآلام والحنين والسعادات المتراكمة، مهترئة الاطراف،متداخلة الأنسجة!!
يا طعم دمي ومرارة سجني، ويا لون الحب وأغاني الشتاء!!
من جمعكم معا، مكونا منكم هذا الخليط العجيني العجيب، فما أنا بقادر –في غربتي-علي عشقه،ولا بغضه..يمتد خط عريض مهلهل منه بأقصي الذاكرة، الي خليط مماثل بالقلب، يندمج فيه الكره بالحنين!!

"أعود!..متي!
أنت قولي متي
فما عاد قلبي شديد احتمالٍ
وما عدت ذاك الفتي
وما عاد البيت بيتي
ولا الحي حيي
ولا الناس ناسه
فهل تحرسين دمي من كلاب الحراسة!!"
*******

ثم أتوقف في غربتي..أمسح عيني ذعرا..أين أنا..وأي كابوس ليلي
أبعدني عنك، وأتي بي هنا
أتوقف في غربتي
ألتفت خلفي
فأري البحر بيني وبينك
لم تخلق عيناي لعبور المياه..ولا لتخطي الجبال..
أريدك..والآن
أريدك وكفي..وفي مياه هذا البحر البيني وبينك..ألمح صورة لآخر، ليس أنا..
وفي مياه هذا البحر البيني وبين نفسي..ألمحني أضرب الماء..ألمحني أتجه للمستحيل..ألمحني أقاتل الموج..أطفو وأغرق..
أصارع غرقي، وأبصق باتجاه سنوات غربتيّ المتباعدة..أقاتل الماء..أطفو وأغرق،..أصارع غرقي..متجها ليد شبحية بعيييدة
تطفو، وتغرق

"متي..
لا تمُدي يدا
أشيري بطرف خفيّ
وسوف أمد يدا
ويدا
ويدا
وسوف أمد الخطا
أتجاوز ذا النهر
ذا البحر
ذاك المدي
أتجاوز حزنين..لا حسب حزني
وحزن الذي ضاع مني سدي
وأعود فتي أمردا
بريء الرؤي
اسود الشعر..غض الملامح
يزرع احلامه الخضر فيك
فتنبت في كل يوم غدا
"
********************************

هناك تعليقان (٢):

ندى مجدي يقول...

بحب القصيدة وحبيت تعليقك عليها جدا
خلينا منقلش تعليق
أنا بحس أن النوع ده من ال... مش عارفة بحسه عمل.. بحسه حالة
بحسه أغنية
وبحب غناكي يا هناء
وحشتني أوي الفتافيت
سلام

بحلم يقول...

نونتي
كنت زعلانة منك بس انتي جيتي بيتي ومينفعش افضل مخاصماكي
انا بقي مش بس وحشني قلمك، وحشتني كل حاجة فيكي
وحشتني فيكي ندي..نفسي بجد نتقابل ونقعد نرغي ونرغي ونرغي..ونحسس علي اللي اتغير فينا من آخر مرة اتقابلنا
بس بقي حعيط قدام الناس
وفين يا استاذة بوستاتك..ممكن تكون دي الجسر اللي بيننا،لو سمحتي بلاش نهدمه