"شاشة تأخذك للجنة"
هكذا يعدنا معدو ومقدمو وشيوخ قناة الناس علي حد السواء..هذا الشعار الذي أراه مستفزا للغاية، ويطفح بكمية النرجسية-ولنكن خلوقين ونقول"ثقة زائدة"- التي يتمتع بها أصحاب هذا الفكر،ولن أقول السلفي، لأن أحدا لن يقنعني بأنهم كذلك، وأيضا لن أقول الظاهريين الجدد كما يطلق عليهم البعض لأنني لا أومن بهذه
هذه التسمية، وكذلك لن أدعوهم بأصحاب الفكرالمتشدد؛-مع كوني أراهم كذلك وذلك احتراما مني لعلمهم الذي أراه غزيرا بالفعل
دعونا نطلق عليهم المتسلفين-والتسمية ليست لي- أو فلنكن واضحين وبلا لف ولا دوران
فلنطلق عليهم الوهابيين
ولنأخذ هذه القناة-التي تأخذنا للجنة- مدخلا للحديث عن الفكر ككل-من وجهة نظري الضعيف بالطبع
أولا: هذه القناة هي بداية "موضة" القنوات الدينية في مصرنا والتي لها أهميتها حيث كل القنوات الشبيهة كانت خليجية تعج بشيوخهم الغريبين علي رجل الشارع البسيط..لذلك تعلق بها المصريون بشدة، وقد امتلأنا أملا في أن تتحول أخلاقيات الناس الي الدين الذي بدأ يخفت صوته في قلوب واذهان أهل هذا العصر
لكننا فوجئنا بأن هذه القناة-ومثيلاتها اللاتي أتبعنها-ليست الا طريقا جديدا يسلكه أصحاب الفكر الوهابي الي مجتمعنا الذي يتميز-رغم كل شيء-بالتدين الفطري الوسطي..القناة بدأت-بدايتها الفعلية-كقناة دينية عادية، وبدأت تمني بخسارات مادية شديدة، ففكر أصحابها باستغلال الشيوخ الذين ظل الشباب يسمعونهم منذ زمن بعيد، والذين تركهم النظام الحاكم يخطبون ويملأون شرائطهم ويوزعونها ،مكتفين بشدة أذن كل حين اذا ما تجاوز احد المشايخ حدوده وتخطي الضوء الأحمر وتحدث في السياسة
ويبدو-والله اعلي واعلم- أن القناة تعهدت بعدم الخوض في ايه احاديث سياسية وعدم الاقتراب من السلطة في قريب او بعيد، علي ان تحصل علي حق الوجود وشرعية البث..بالطبع هدف السلطة واضح، اذ أن الفكر الوهابي ينسجم تماما مع ما يريده النظام للناس
أن تنشغل بلقمة العيش، وتربية الأولاد، والاستماع لأحاديث الشيوخ، والدعاء علي اليهود دبر كل صلاة، والاكثار من الدعاء اللذيذ المريح"اللهم أهلك الظالمين بالظالمين"..ياااا سلااااام
هذه هي الجنة التي يعدوننا بها!!
وما دامت جنة الله تعالي-ونحن متفقون علي هذا-، لا يضمنها أحد، ولا رجل في ايمان أبي بكر..ولا رسول الله (ص) الا أن يتغمده الله برحمته، اذن
فهم يعدونك بجنة أخري..جنة أرضية
دعونا نكمل في حلقات، هذه السلسلة من المقالات حول التوهيب، والطريقة الجديدة الرائعة التي وجدها للوصول لقلوب الناس
في المرة القادمة
سنري ان شاء الله تعالي، أهم وأقوي سمات ودعاوي الفكر الوهابي المتشدد، وكيف يسعون لتحقيقها عن طريق هذه القنوات الفضائية
ادعوا لي أن أواصل، فقد طفح الكيل، وزهقت
ولم أعد أحتمل بصراحة