في حكاية خالد سعيد أكثر من قضية، وأكثر من مأساة تصب كلها بالنهاية في قضيتنا الكبيرة.. خالد سعيد كان ينتظر ككل شاب مصري ولا ريب مونديال كأس العالم بشغف..وكان يحلم بالحب والزواج
خالد سعيد شاب من شباب مصر المثقفين المحترمين الواعين لما يدور حوله والمصر علي فضح الزيف والفساد..
خالد سعيد كمعظم جيله لا يملك من ادوات معرفة الحقيقة وتصديرها الا النت ..
خالد سعيد قام بفضح ضباط المباحث الذين يحمون المجتمع من الفساد ويحموننا من الجريمة
خالد سعيد قام ببث فيديو يعلم الله كيف استطاع الحصول عليه يظهر فيه ظباطنا الشرفاء وهم يقتسمون غنيمة تم تحريزها في قضية مخدرات كبيرة..يظهر الفيديو ضابط قسم شرطة سيدي جابر وهو يوزع علي رجال الشرطة والمخبرين انصبتهم الشرعية في هذه الغنيمة يسترزقون من ورائه ثم يبقون جزءا صغيرا كحرز للنيابة
خالد سعيد بث هذا الفيديو علي اليوتيوب ليقدمه دليلا دامغا للفساد الذي طال رجال شرطتنا.. وقرر أن ينشيء مدونة يتحدث فيها عن فساد جهاز الشرطة ضمن ما فسد وعطن وفاحت رائحته في البلد
خالد سعيد لم يتصور أبدا أن ردة الفعل الوحيدة علي هذا هي أن يحدث له ما حدث.. لأن قانون الطواريء ممدود، ولانه يسري علي الارهابيين وتجار المخدرات، فان ضباط ومخبري القسم لديهم الفرصة كاملة ليهاجموا خالد وهو داخل أحد النت كافيهات الموجودة بمنطقة سيدي جابر..ربما كان يطمئن الي أن الفيديو قد بدأ يلقي ردود أفعال..ربما كان قد نسي أمر الفيديو تماما وبدأ يضيف شيئا جديدا..ربما كان يواعد فتاة أو يستمع لأغنية ..ومن يدري ربما كان يتابع أخبار قرب انطلاق مونديال كأس العالم لكنه كان علي موعد مع رد الفعل الذي لم يتصوره..القاء القبض عليه ..سحله..جره من الكافيه الي مبني مجاور لقسم شرطة سيدي جابر..ضربه حتي الغيبوبة..ولمحاولة افاقته..ضرب رأسه في درابزين السلم..
خالد سعيد مات تماما قبل انطلاق بطولة كأس العالم بيومين.. وبعد موته، اخضع للطبيب الشرعي الذي أخرج تقريره بأن الوفاة نتيجة "اسفكسيا الخنق"..وجاء تقرير الشرطة أنه وأثناء مطاردة الشاب-المطلوب علي ذمة قضايا تحرش وتهرب من الجيش وحيازة سلاح أبيض-قام بابتلاع لفافة كبيرة من المخدر أدت الي وفاته في الحال..وتم عمل محضر لخالد سعيد وتحريز لفافة مخدرات اخري -تحية لأحد المخبرين المخلصين الذي تنازل عن نصيبه من غنيمة المخدرات-وتم اخلاء سبيل الشرطيين المتهمين، وخرجت وزارة الداخلية لتؤكد عدم مسؤوليتها عن وفاته
خالد سعيد دفن في اليوم التالي مباشرة بلا جنازة..وأقام الأهالي صلاة الغائب علي روحه وتحولت الي مظاهرة اعتقل فيها أكثر من شخص..
خالد سعيد يتم ذكر اسمه الآن في أكثر من جهة، منها تقارير حقوق الانسان التي تكتب عن مصر..
خالد سعيد ذهب، دون أن يعرف أن كأس العالم ممل وبلا طعم، ونحن لدينا مهمة-بينما نتابع المونديال-لا نرجو من ورائها منفعة ولا ننتظر نتيجة، ان هو الا حمل نلقيه عن أكتافنا لنستطيع أن ننام دون أن تلتصق باحدي عينينا صورة خالد الشاب الوسيم الممتليء حياة، وبالعين الاخري صورته الميتة المشوهة..لنتمكن من أن نخدع انفسنا قائلين"لقد فعلنا شيئا علي الأقل"..
خالد سعيد، لا ينبغي ان ينسي كمباراة ماسخة من مباريات المونديال..
خالد سعيد..في رقبة كل منا قبل أن يكون في رقبة الحكومة والنظام وفرعون..انه في رقبتنا، وفي ذمة الله
الفيديو الذي يرجح أنه تسبب في قتل الشهيد خالد سعيد
-----------------------------------------------------------------
صفحة الشهيد خالد سعيد علي الفيس بوك
هناك تعليقان (٢):
كنت يا خالد حاضر النهار دة
وكنت حريصة اكون صح زيك
شكرا لك
وسامحني
إرسال تعليق