فلتذكرونى عندما تغدو الحقيقة وحدها
حيرى حزينة
فإذا بأسوار المدينة لا تصون حمى المدينة
لكنها تحمى الأمير و أهله و التابعينه
فلتذكرونى عندما تجد الفضائل نفسها
أضحت غريبة
و إذا الرذائل أصبحت هى وحدها الفضلى الحبيبة
و إذا حُكِمتم من قصور الغانيات
و من مقاصير الجوارى
و إذا غدا أمراؤكم كالمحظيات
و إن تحكمت السرارى
فأذكرونى
فلتذكرونى حين تختلط الشجاعة بالحماقة
و إذا المنافع و المكاسب صرن ميزان الصداقة
و إذا غدا النبل الأبىّ هو البلاهة
و بلاغة الفصحاء تقهرها الفكاهة
و الحق فى الأسمال مشلول الخطى حذر السيوف !
فلتذكرونى حين يختلط المزيف بالشريف
فلتذكرونى حين تشتبه الحقيقة بالخيال
و إذا غدا جُبن الخنوع علامة الرجل الحصيف
و إذا غدا البهتان و التزييف و الكذب المجلجل هن آيات النجاح
فلتذكرونى فى الدموع
فلتذكرونى حين يستقوى الوضيع
فلتذكرونى حين تغشى الدينَ صيحاتُ البطون
و إذا تحكم فاسقوكم فى مصير المؤمنين
و إذا اختفى صدح البلابل فى حياتكم ليرتفع النباح
و إذا طغى قرع الكئوس على النواح
و تلجلج الحق الصراح
فلتذكرونى
و إذا النفير الرائع العزّاف أطلق فى المراعى الخضر صيحات العداء
و إذا اختفى نغم الإخاء
و إذا شكا الفقراء و اكتظت جيوب الأغنياء
فلتذكرونى
فلتذكرونى عندما يُفتِى الجهول
و حين يستخزى العليم
و عندما يهن الحكيم
و حين يستعلى الذليل
و إذا تبقى فوق مائدة امرئ ما لا يريد من الطعام
و إذا اللسان أذاع ما يأبى الضمير من الكلام
فلتذكرونى
فلتذكرونى إن رأيتم حاكميكم يكذبون
و يغدرون و يفتكون
و الأقوياء ينافقون
و القائمين على مصالحكم يهابون القوىّ
و لا يراعون الضعيف
و الصامدين من الرجال غدوا كأشباه الرجال
و إذا انحنى الرجل الأبىّ
و إذا رأيتم فاضلً منكم يؤاخذ عند حاكمكم بقوله
و إذا خشيتم أن يقول الحق منكم واحد فى صحبه أو بين أهله
فلتذكرونى
و إذا غُزيتم فى بلادكم و أنتم تنظرون
و إذا اطمأن الغاصبون بأرضكم و شبابكم يتماجنون
فلتذكرونى
فلتذكرونى عند هذا كله و لتنهضوا باسم الحياة
كى ترفعوا علم الحقيقة و العدالة
فلتذكروا ثأرى العظيم لتأخذوه من الطغاة
و بذاك تنتصر الحياة
فإذا سكتم بعد ذاك على الخديعة و ارتضى الانسان ذله
فأنا سأ ذبَح من جديد
و أظل أقتَل من جديد
و أظل أقتل كل يوم ألف قِتلة
سأظل أقتل كلما سكت الغيور و كلما أغفا الصبور
سأظل أقتل كلما رغمت أنوف فى المذلة
و يظل يحكمكم يزيدٌ ما .. و يفعل ما يريد
وولاته يستعبدونكم و هم شر العبيد
و يظل يلعنكم و إن طال المدى جرح الشهيد
لأنكم لم تدركوا ثار الشهيد
فأدركوا ثأر الشهيد ،،
-----------------------------------