الحلم..مش بعيد قوي
وأجمل حاجة ف الدنيا، لما تحقق أول خطوة ف حلم من أحلامك الصعبة..أول خطوة، مهما كانت صغنونة، هي الأصعب..وأنا فرحانة قوي قوي انهاردة، لأن وليد حقق أول خطوة ف حلم كبير..أصل الحلم كان بتاعي انا كمان..ألف مبروك يا وليد..يارب عقبال ما الحلم يتحقق بالكامل، وندخل ع اللي بعده، واللي بعده، واللي بعده..
وليد، جراله ايه بقي!!
سؤال منطقي
وليد مجموعته القصصية(مكتوب علي الحافة) فازت بالنشر،ف مسابقة تجمع "ورقة وقلم"، وان شاء الله قريب حنشوفها مطبوعة ونقدر نلمسها..انك تلمس حلم حي،حاجة تقشعر.. مش كدة!0
عقبال كل حد عنده حلم كبير
وعقبال كل مبدعي مغامير يارب
وأسيبكم مع هديتي..بالطو زيتي
-----------------------------------------------------------------
بالطو زيتي
حفيف أقدامه على طرقات القرية الترابية كانت هى المؤنس .. يتخذها رفيقا يعينه على وحدته ..يحكم التلفيعه حول وجهه حريصا على تغطية أذنيه .. هواء بارد يتسلل الى
أنفه فيتعالى سعاله يشق صمت القرية النائمة .. خطواته المتسارعة طلبا للدفىء تنهي سريعا طرقات القرية متتابعة وسط الحقول .. يخرج صوته في غلظة رخيمه وسط سكون
الليل :
ويوم شنق زهران .. كان صعب وقفاته ..
أمه بتبكي ع السطح هيه واخواته ..
لو كان له أب ما كان فاته ..
لن ينس أن يضع بعض البرتقال في جيوب معطفه من أجل طفله عند عودته الى الدار صباحا ..
اللي انشنق شنقوه .. واللي انجلد جلدوه ..
واللي نجي في الحبس رموه .. وزهران سبع ما انحنت هاماته ..
طلع ع المشنقه .. وقال لعشماوي شد الحبل أنا رايح ..
صعد زهران للسما وبانت كراماته ..
يقترب من العشة في حنين للدفىء ..يلملم بعض العبل الجاف .. ليرتفع اللهب أمام
عشته الصغيرة .. يجلس مستأنسا بالدفء ..مستندا الى جدار العشه المتهالك ..
* * * * * * *
وحيدا في سيارتي الوحيده وسط الطريق .. يراودني النوم كحلم عزيز ..ألتقط لفافة تبغ ..تتقلص ملامح وجهي عندما أفاجأ بصندوق الثقاب فارغا .. أطلق سبة بذيئه لا أسمح
للساني بها الا عندما أصبح وحيدا .. مدركا أن أمامي ساعة عصيبه في طريق زراعي خالي ..
* * * * * * *
وحيدا .. يستأنس بحمحمات الجواد الواقف على مقربة من جلسته المستكينه ..
عزيزا كان .. طريدا أصبح ..
يداعبه النوم فيأبى عليه الخوف .. فزعا من حفيف الهواء على أوراق الأشجار .. سيدركه أعوان معاويه .. ولن يضيعوا فرصة قتله .. أمنهم.. فخانوه .. تداعب عقله ذكريات زمن آمن .. وحرمة تصان .. ونسب يغفر .. يتحسس مقبض سيفه ليستمد منه بعض الطمأنينه ..
* * * * * * *
تلتقط عيني المرهقه لهب النار على جانب الطريق .. أبطأ من سرعة السيارة .. أهبط ملقيا السلام .. ناظرا الى الكوخ الصغير المتهالك .. ومعطفه الصوفي .. والبندقية العتيقة التي يضعها الى جواره .. أستأذن في اشعال لفافة التبغ بأثناء انحنائي على النار
مشعلا اياها بالفعل ..
شاي ؟ .. يقولها صاحب المعطف في بساطه ..
أجلس بجواره قابلا دعوته في صمت ..
* * * * * * *
يدركونه .. يرفع سيفه .. تثخنه الجراح .. الاجهاز .. كان هذا ما يتمنى ..
دون تمثيل .. يتأمل أرضا جاء اليها عزيزا .. ورحل عنها طريدا ..
يتذكر أباه وربيبه ونبيه .. فيبتسم ..
أدرك موته .. ولم يدرك التمثيل بجثته ..
* * * * * * *
يرفع البراد ذو اليد الخشبيه يدوية الصنع ليصب كوبين من الشاي تتصاعد منهما
أبخرة محببه .. يقترب منا كلب هزيل يقبع بجوار النار مستأنسا بنا على وحدة الليل ..
- سفر الليل غربه .. ينطق بها ذو المعطف.. أرشف بعض الشاى ناظرا الى الرجل في امتنان ..
- مايسفرش في الليل الا مضطر .. أنطقها ردا على تعليقه .. ناظرا الى البيوت الصغيره التي تلوح عن بعد .. أستفسر قائلا :
- اسمها ايه البلد دى ؟
ايه اللي يهم في اسمها .. نص ساعة بعد ما تقوم وتنسى .. اهي بلد -
أنظر اليه متعجبا من عدم ميله الى الثرثره ..
أنا كنت عايز أفتح كلام مش أكتر -
يبتسم ذو المعطف مادا يده ليحكم التلفيعه حول أذنيه ثم ينطلق في الحديث .. عن أرضه
الصغيره التي يواليها نهارا .. وحدته في الليل منذ أصبح غفيرا .. زوجته الفزعه دائما .. طفله الصغير .. أهل البلده الذين اختلطت دمائهم بدماء أهل المدن فلم يعودوا
بطيبة الزمن الماضي ثم يصمت قليلا ليعم الصمت وصوت الرشفات ولهيب النار المتراقص .. ينطلق في الحديث مرة أخرى قافزا بالزمن أكثر من ألف عام الى الخلف .. عن المسجد وقبر الصحابي الذي يحويه بين جنباته .. عن مقتله..
عن جسده مفقود الرأس المدفون ببلدتهم .. وعن أبيه الصديق .. يتحدث في فخر وحماس عن بركة مقامه ومكانته عند أهل القرية ..
.. ومن قتله ؟ أنطقها قاطعا لمعة عينيه المختلطة بحديثه -
يصمت بعض الوقت ثم يهز رأسه في بساطه :
.. لا أدري -
أميل على النار لأشعل سيجارة .. أنهض واقفا شاكرا اياه متجها الى السيارة ليختلط صوت المحرك مع أفكاري عن قرية كانت آخر أحداثها المهمة منذ أكثر من ألف عام ..
وليد خطاب