الجمعة، ٢٨ ديسمبر ٢٠٠٧

موت أداة الاستثناء..حلم مغاميري آخر يتحقق



دي بقي مش حقدر أقول عنها حاجة..مبروك يا طارق..يا باشمهندس القصة المغاميرية
المجموعة صدرت والحمدلله بعد كفاح مضني
خلليكم معايا عشان انقلكم معاد حفل التوقيع ان شاء الله
ألف مبروك لطارق رمضان
عقبال كل حد عنده حلم

الأحد، ١٦ ديسمبر ٢٠٠٧

أنا..أخري

لماذا يريدني الآخرون..أخري

قد تبدو أجمل..أكثر تألقا ونجاحا..أكثر طاعة ونقاء
لكنها ..أخري
تيهانة ببريقها، ملتفة بارادتهم..ترميني بنداء مغرٍ
وأنا أنا
محتضنة دفء وجودي، متحصنة بذاتي.. أخرج لساني لهم..أتشبث بي

عفوا سادتي الآخرين..لم أخلق بهذا الخيار

الأحد، ٩ ديسمبر ٢٠٠٧

بابا

بابا تعبان..واقع يمكن من كتر ما هو حقيقي قوي نسيته، ومن كتر ما هو موجود بشدة، بدأت مشفهوش، ومن كتر ما اتعودته، بدأت أفقد احساسي بمعناه..أكنه عيان من زمان قوي، من ساعة ما شفته، وأكن واحد تاني هو اللي كان بيلاعبني وانا صغيرة، ويشيلني علي حجره، ويمسك ايدي واحنا ف الشارع سوا زي الهانم..أكن الجديد دة، حد مضطرة أعامله بالراحة وواحدة واحدة وأدادي فيه وأفهم فيه، لأن الحد التاني الذكي اللماح اللي كان بيعمل كدة معايا خلاص مبقاش موجود..
من كام يوم، كان بيحاول يصللي..ادور وقاللي: قوليلي أقول ايه يا بنتي، وعيط..
-قول الفاتحة وسورة صغيرة
"قولي الفاتحة وسورة صغيرة"، بس لما هو كان بيقولهالي، مكانش مشغول بحاجة تانية، ولا كان باصص للتليفزيون، ولا كان بيقولها بزهق..كان بيعلمني بجد،حريص علي حاجة بتدخل مخي لاول مرة، حتفضل معايا عمري
-أقول ايه يا بنتي قوليلي أنا بنسي!!
-قول ورايا يا بابا..بسم الله الرحمن الرحيم

-قولوا ورايا يا ولاد..قلدوني

ويلمنا، ويوقفنا وراه أنا وهيثم..ونقف ، فرحانين قوي باللعبة دي، لأول مرة بيتسمحلنا نقرب من حد بيصللي، ونقف وراه، ونعمل زيه كمان!!
بسم الله الرحمن الرحيم
-بسم الله الرحمن الرحيم
ويقرا، فنقرا وراه، ويقف ،فنقف، ويكح، فنكح وراه..يضحك، فنضحك وراه
-خرجتوني م الصلاة يا ولاد الكلاب..بيشخط فينا ليه، بنضحك بس مش فاهمين هو ايه اللي مزعله، مش هو اللي قال قلدوني!!..بابا دوة!!
تعبان دلوقتي قوي..ومعاه،بتتعب ذكرياتي وبيرهق احساسي..ومعاه بيئن ضميري، بتصغر الدنيا، وبيكبر احساس العجز
دلوقتي لما بيقوم، مش بيقدر يمشي لوحده..من ساعة ما وقع آخر مرة، بيخاف يمشي لوحده، فبنضطر نمشي وراه نسنده..ولو أنا اللي بعمل دة، دايما بفتكر زمان، مش زمان قوي.. زمان اللي بطوله لما أشب بذكرياتي، وأنا صغيرة ، نازلة الشارع خايفة، وهو بيمدلي ايده عشان اتسند عليها، مش بس ايد بتسند، لأ..أمان..ودفا
كتير عشان نترحم من زعيقه اللي عمال علي بطال، بنفتح التليفزيون..ونقعده قدامه يتفرج ع الكورة..قاعد اكنه مش هنا

وأفتكر أيام زمان..

-انتي يا بنتي مش حتسلمي بقي وتبقي اهلاوية

-هأو..لأة طبعا

كنت بقعد جنبه، وأسأله..يعني ايه بلنتي دي..بابا، علمني أصفر ازاي شان أشجع زيك..انهاردة محدش مهتم يشرحله اللي بيجري، ولا هو مهتم يتفرج

كتير بفتكره وهو بيشربني حكاياته..ولما بتلمع عينيا وأنا بشوف فيلم ، أو جسمي بيقشعر وانا بسمع أغنية وطنية، بعرف اني مش بس وارثة عنيه ، وبفتكر حكاياته عن حرب 56

"-اتطوعت وانا عندي 16 سنة..كان معانا عيال ، وكان معانا عجايز فوق الستين، وكان معانا حريم"
"-انا حاربت بالبندقية قبل ما اعرف استعملها ازاي"
يا سلام عليك يا بابا أيام ما كنت بتحكي، أيام ما كنت قادر وعاوز تحكي
يا سلام عليك وانت بتكلمني عن الكورة وعن السياسة بنفس الحماس، وانت بتحكيلي عن حاجات مش حشوفها ف كتب التاريخ ولا حعرفها م المؤرخين
"-لما عملنا مظاهرات، مكناش كارهينه، كنا عاوزين بس نفهم حنحارب والا لأ"
"- لما قال الخطاب بتاعه سنة 73، قلنا ولا مية سنة علي ما نفكر نحارب..وبعدها بشهور، هوبااا"
أضحك، وأقوله: بس يابابا كتير بيعتبروا السادات خاين للقضية
"-بس يا متخلفة..الراجل دة كان دماغ دماغ..لو العرب سمعوا كلامه يوميها، كان يمكن وفروا علي نفسهم سنين طويلة ومتعبة"
كتير بحس ان بابا فرد بشعب..
حفنة مية تاخدها من اي بركة، وتحطها تحت أي ميكرسكوب، حتنقل خصائص البركة كلها،من يوم ما اتوجدت..بابا كان حد عارف هو عاوز ايه م الدنيا، ومخرجش عن دوره
"-عاوز أربي العيال"
الحاكم بالنسباله رمز، أشتمه آه..لكن حد غيري يشتمه، أكله بسناني..
أيام الملك، كانت أيام طفولته اللي مش حينساها أبدا..أيام الثورة كانت أحلام التحرر وأغاني عبد الحليم، وحلم الخبز والكساء..
"-كفاية ان بقي عندنا بلد"
وأيام السادات، أيام طاحنة، وصعبة..
"-الراجل دة دماغ..دماااااغ..كفاية انه رجعلنا الارض"
ولأيام اللي ما يعلم بيها الا ربنا دي
"-مهما كان..اللي نعرفه احسن م اللي منعرفوش"
وعلي هذا الاساس عاش، مكفي نفسه بنفسه، لحد ما ربانا..وخلص الحلم الوحيد
بابا تعبان دلوقتي قوي..ومعاه بيتعب التاريخ، وبتتهز قدامي الصور، وبحس ان الدنيا خايفة، بتترعش